الأحد، 5 سبتمبر 2010

اسألوا أوروبا عن سر إسلام كاميليا ووفاء قسطنطين..فعندها الخبر اليقين


د.طارق منينة


هل لقصة كاميليا ووفاء قسطنطين وعشرات المسيحيين الذين يعلنون يوميا اسلامهم صلة بقصة الحضارة الاسلامية وهي تقوم بعملها الرئيسي في تحرير الإنسان ، روحه وعقله وواقعه ؟!
لاشك ان للمفاهيم الصحيحة والأخلاق القرآنية عند المسلمين تأثير كبير على كثير من المواطنين المسيحيين في اماكن العمل والجامعات والمُجَاوَرة او مانطلق عليه في مصر " الجيرة" ويزداد حجم هذا التأثير بزيادة فهم الشباب المسلم لمساحة التسامح الإسلامي الذي قرره الإسلام وعايشه النصارى في تاريخ الحضارة الإسلامية العريقة.
كانت الخلافة الاسلامية قد سقطت في بداية القرن الماضي ، وكان الاستعمار الغربي يسيطر على كافة بلاد الاسلام ، وكان علماء الإسلام يحاولون مواجهة هذه الأوضاع المزرية التي مازالت تؤثر على تقدم الإسلام والمسلمين. وقد كانت أمة الإسلام منذ البعثة على قمة العالم في القرون الماضية قاطبة ، بعلمها واخلاقها وسلطانها ورحمتها ، ولم يمض القرن الفائت2009م الا وقد كشف عن ظهور اجيالا اسلامية غالبت الاستعمار وتسلحت بالعلم لكنها مازالت تقاوم الاوضاع التي خلفها الاستعمار وتغالب صنائعها العلمانية والشرقية ، ولايكاد العقد الأول من القرن 21 م يمضي الا وقد ظهر مالم يتوقعه العالم كله فقد تفتق القرن عن ظهور فئة كبيرة جدا من الشباب المسلم الذي له باع طويل في الإطلاع على الكتاب المقدس ونقده
.ساعده على ذلك رغم فقره وحاجته توفر مادة العلم الإسلامي على شبكة الأنترنت والوسائل المعلوماتية الالكترونية الجديدة وهذا ما أقلق الكنيسة وازعجها بصورة كبيرة جدا، وماذا فعلت امبراطورية بولس المسيحية لمواجهة هذا التحدي الكبير ؟ قامت وهي في حالة تململ واضطراب عظيم بترويج اشاعات كاذبة مثل الزعم بأن المسيحيات يخططفن في الطرقات، اكراه الشباب المسيحي على الإسلام، نتعرض لاكراه الأسلمة إلخ
بينما الحقيقة التي تخفيها الكنيسة عن شعبها ويعلمها امراء الكنيسة في الخارج هو أن العقيدة المسيحية تتعرض لنقد علمي ضخم- وعلى درجة عالية من الثقة بالنفس والعدل في الطرح والروح العالية الوثابة المشتعلة بالعلم ، والأخلاق الجميلة الظريفة، ويمثل تلك الصفات جميعا طائفة متنامية من الشباب المسلم صغير السن ..معتدل ومثقف، من كافة بلدان العالم الإسلامي ، خصوصا: الاردن ومصر والسعودية والمغرب ودول الخليج ومن دول افريقية ، فالكنيسة تعاني اليوم أشد المعاناة من نقد هذا الجيل الصاعد، من قدرته على الحوار وجاذبية العرض وهو ماعمل على زلزلة الكنيسة ويقارب من عدة نواح ماحدث للكنيسة الغربية في العصور الوسطى المسلمة والذي أدى إلى اعلان شعوب تابعة لامبراطوريتها، الإنتماء الكلي للإسلام والردة عن كنيسة الاستعباد والبهتان.
يمكن القول ان الحوار والانفتاح على الآخر والثقة بالنفس وروح التسامح هي اهم مفاتيح الشخصية الاسلامية الجديدة وهي غير الشخصية التي ظن الإعلام الغربي انها ستتمكن من الروح الإسلامية واقصد: روح التعصب والتفجير والمغالبة باليد والتنفيس عن الاحتقان بالقتال غير المسؤول كما نشاهده ونسمع خبره في وسائل الإعلام المنتشرة، على العكس من ذلك انشغل شباب أمة الإسلام ، الذين يعيشون في بلاد "المركز" الإسلامي ، بالحوار والفكر ومحاولة اصلاح المجتمع بالاصلاح الداخلي الذي يحتاج الى مزيد فعل وزيادة نشاط في المجتمع وتغيير في ملامح وجوهر الصورة الكريهة التي صنعتها عقود الاستبداد والعشوائية في اقامة المدن والشوارع القذرة التي لم يشهدها عالم الاسلام في قرون عظمته وهي المساحة الزمانية المتطاولة التي تثبت جدارة الاسلام في اقامة مجتمعات نظيفة وجديرة بالحياة والثناء.
ولذلك نقول انه كلما انفتح النقد الإسلامي بصورة علمية عادلة واخلاقية ومتسامحة على الجهل والأفكار الخرافية والدينية المغيبة للوعي الانساني كما حدث أيام الأندلس ، كلما التفت له الشباب الحائر الباحث عن الحق في انسانية لاالتواء فيها ولا استغلال ، ولذلك يحاول ذلك الشباب تقديم نموذج مغاير للنموذج النمطي والسائد ... ذلك ان النقد العلمي العادل المعروض بثقة مع تقديم المثال والنموذج للأخلاق الاسلامية سيؤدي بلا شك الى ازاحة غشاوة الجهل عن كثير من أخيار النصارى وفضلاؤهم، ومن يتحلى منهم بإرادة صلبة وشعور فائض بالحب والتحدي ، والمجازفة الإيجابية في بحر متلاطم من امواج المجتمع الديني السابق ، الذي تهيجه قوى علمانية ورأسمالية داخلية - مع ان الرأسمالية عادة تبحث عن هدوء داخلي!- وقوي خارجية ، زائد الإشاعات المصطنعة والافتراءات المخترعة التي تروجها صحف الاثارة الرخيصة .
ان لنا في نموذج وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته دليل على قوة الإرادة وكمال الشخصية وصلابة الموقف الذي بُني على اختيار شخصي قائم على فعل العقل الشريف واشتغال الروح الوثابة وفاعلية الارادة الواثقة ، وارادة الله من دون الناس والانتفاضة الصريحة على الخرافة والضلال المبين. وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فان الامر هو " خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام اذا فقهوا"
انك لتستطيع ان تتعرف على ذكاء هؤلاء مما فعلته كاميليا شحاته فقد ردت المال -الذي وضعه زوجها في البنك بإسمها- ردته الى زوجها وهي تعلم انه قام بسرقتها من الكنيسة كما قالت لشهود واقعة اسلامها ، كما انها كانت تقاوم طبيعتها كأم حتى تستطيع الخروج من بيت زوجها بدون ان يؤثر عليها مؤثر قد تستخدمه الكنيسة كوسيلة عاطفية من وسائل التأثير عليها ، فكانت طول فترة اسلامها قبل خروجها من بيت زوجها تبتعد رويدا رويدا عن طفلها حتى لاتسبب لها العاطفة المفعمة بالحب تجاه طفلها ، عائقا على اختيارها الصلب مع وضع ثقتها في الله برجوع ابنها اليها والدليل انها لما علمت ان لها الحق في الاحتفاظ بإبنها ارتجف فؤادها واشتعل حبها لطفلها لانها لاتريد فراقه ابدا ولولا انها تعلم ان وسائل التعذيب المعنوي الذي تقوم به الكنيسة ضد المسلمات الجدد تستخدم وسائل غير انسانية للتأثير على قرار واختيار مصيري لما تركت ابنها طرفة عين ، فهذا يدل على مدى حبها لابنها وفي نفس الوقت على بعد خطتها –وصلابة ارادتها- في مقاومة مؤثرات الكنيسة غير العقلية فهي تعلم ان الكنيسة فقدت براهينها ولم يتبق امامها الا وسائل التعذيب النفسي وربما الجسدي ولذلك قالت اذا لم أرجع صلوا علي صلاة الغائب وهذا ايضا يدل على معرفتها بالاسلام بنفس الدرجة التي تعرف بها المسيحية والكنيسة.
وهذا الذي حدث مع وفاء وكاميليا وغيرهما من شباب وشابات هو ماحدث بالضبط مع كثير من المسيحيين الأطهار الأقوياء الارادة والشخصية في الاندلس وبلاد اوروبا والشرق العربي والاسلامي. وقد خلق هذا كله اوضاعا جديدة وشكل جغرافية جديدة وتغيرت خريطة العالم ، كل ذلك بتقديم النموذج الاسلامي في العلم والعمل معا. وقد اعترف كثير من علماء الغرب في التاريخ ان الفتح الاسلامي قدم نماذج باهرة من التسامح لكنهم وان اندهشوا من سرعة هذا الفتح الممتد في الارض كلها ، اندهشوا بصورة اعظم من اسلام الشعوب المسيحية بصورة لم تُسبق في التاريخ البشري كله
. بل رأت أوروبا على ابوابها وشواطئها بل داخلها ايضا ،انها محاصرة بنظام اسلامي عنده النظافة والشوارع المضاءة والرحمة والعلم والعقل والتسامح والجمال في البناء والشخصية والأمانة والرحمة بالخصم والفروسية الراقية حتى في الحرب كما ذكرت زيغريد هونكه في أكثر من كتاب لها وذكر ذلك ايضا غيرها من المؤرخين الأوروبيين.
 تذكر المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه أن: " أتباع الملل الأخرى –وبطبيعة الحال من النصارى واليهود –هم الذين سعوا سعيا لاعتناق الإسلام والأخذ بحضارة الفاتحين ، ولقد ألحوا في ذلك شغفا وافتتانا ، أكثر مما يحب العرب أنفسهم ...لقد كانت الروعة الكامنة في أسلوب الحياة العربية ، والتمدن العربي ، والسمو والمروءة والجمال،وباحتصار : السحر الأصيل الذي تتميز به الحضارة العربية، بغض النظر عن الكرم العربي والتسامح وسماحة النفس- كانت هذه كلها قوة جذب لاتقاوم" (الله ليس كذلك" لزيغريد هونكه ص 42).

 وقال مدير استعلامات حلف الناتو سابقا وسفير المانيا في المغرب العربي سابقا ومدير قسم المعلومات بحلف شمال الاطلنطي وهو مراد هوفمان الألماني في كتابه (الإسلام عام 2000): "لايستطيع العالم المسيحي أن يعترف ببساطة أن الإسلام انتشر لأنه حرر الشعوب التي كابدت الحكم القيصري والبابوي والكسروي، وأن كثيرا من المسيحيين الذين زندقهم مجمع نيقية رحبوا بالإسلام الذي قال عن عيسى ماكانوا يعتقدون، فهو رسول الله وليس ابن الله ، هجر الناس الكنائس أفواجا ودخلوا في الإسلام"(الإسلام عام 2000 لهوفمان ترجمة عادل المعلم، مكتبة الشروق نوفمبر 1995، ص 34)
ايضا يمكن القول ان محاكم التفتيش المسيحية في الغرب لم تجد امامها الا وسائل التعذيب بكل صورها فلو كان عندها حجة واحدة ترجع المسلم عن دينه لاتخذتها سبيلا ولكن..! كان التعذيب والقتل بأبشع الصور هو الوسيلة!
فالكنيسة كانت ترى طوال عهود ازدهار الاسلام في الغرب علما وبرهانا شائعا ومدنا نظيفة ممتدة في بلاد الاسلام مضاءة ومزروعة في كل مكان بالاشجار والازهار وبالمكتبات والعفة، فأي حجة يمكن أن تواجه هذا كله مع انه لاحجة اصلا!؟
ومن المعلوم أن أوروبا عانت أعظم عملية ولادة متعسرة في تاريخها كله ، ولادة كانت تراقبها الكنيسة على مضض حتى انها لمواجهتها كانت تقوم بقتل وحرق وسجن ووأد المواليد الجديدة (علماء او رهبان أو أو فلاسفة) ، ممن اعلن او كاد عن معارضته للكنيسة وعليه ملامح الأب الجديد الذي رباهم وعلمهم وهو الأب الأندلسي المتسامح مع أولاده واولاد الأخرين على السواء!
وكانت راية الحرية الإسلامية تُري من بعيد والعلم –التي حُرمت منه اوروبا قرونا- ينادي من قريب وبعيد : هل من طالب يبحث عن سعادة عقلية وروح انسانية؟!!.... فلبى ندائها الشباب الأوروبي حتى صرخت الكنيسة من ابتعاد شبابها عنها لان الكنيسة لم تكن يوما ابا شرعيا لها ولا أما حانية تريد خير ابناءها
وهذا اسقف قرطبة (الفارو) الذي راح يجأر بشكواه بكلمات مؤثرة تصور بلواه كما عرضتها المستشرقة الألمانية زيغرد هونكه في كتابها المسمى "الله ليس كذلك" ، قال اسقف قرطبة : " أن كثيرين من أبناء ديني يقرؤون أساطير العرب(!) ويتدارسون كتابات المسلمين من الفلاسفة وعلماء الدين ، ليس ليدحضوها وإنما ليتقنوا اللغة العربية ويحسنوا التوسل بها حسب التعبير القويم والذوق السليم. وأين نقع اليوم على النصراني –من غير المتخصصين- الذي يقرأ التفاسير اللاتينية للإنجيل ، بل من ذا الذي يدرس الأناجيل الأربعة ، والأنبياء ورسائل الرسل؟.. واحسرتاه! إن الشباب النصارى جميعهم اليوم ، الذين لمعوا وبذوا أقرانهم بمواهبهم لايعرفون سوى لغة العرب والأدب العربي! إنهم يتعمقون دراسى المراجع العربية باذلين في قراءتها ودراستها كل ماوسعهم من طاقة ، منفقين المبالغ الطائلة في اقتناء الكتب العربية(!) وإنشاء مكتبات خاصة ، ويذيعون جهرا في كل مكان أن ذلك الأدب العربي جدير بالإكبار والإعجاب! ولئن حاول أحد إقناعهم بالإحتجاج بكتب النصارى فإنهم يردون عليه يإستخفاف، ذاكرين أن تلك الكتب لاتحظى باهتمامهم!.. وامصيبتاه! إن النصارى قد نسوا حتى لغتهم الأم ، فلاتكاد اليوم واحدا في الألف يستطيع أن يدبج رسالة بسيطة باللاتينية السليمة ، بينما العكس من ذلك لاتستطيع إحصاء عدد من يحسن منهم العربية ، حتى لقد حذفوه وبذوا في ذلك العرب أنفسهم" إن سحر أسلوب المعيشة العربي قد اجتذب إلى فلكه الصليبيين إبان وقت قصير، كما تؤكد شهادة الفارس الفرنسي "فولشير الشارتي".
هانحن الذين كنا أبناء الغرب قد صرنا شرقيين!، ثم راح يصور أحاسيسه وقد تملكه الإعجاب بالسحر الغريب لذلك العالم العجيب بما يعبق به من عطر وألوان ، تبعث النشوة في الوجدان ، ثم يتساءل بعد ذلك مستنكرا:" أفبعد كل هذا ننقلب إلى الغرب الكئيب؟!، بعد ما أفاء الله علينا وبدل الغرب إلى الشرق".(الله ليس كذلك ص 42-43)
هذا فضلا عن تململ الشباب الأوروبي من الصليب والإله المصروع المزعوم ، والثالوث المركب بمقاطع خيالية متناقضة التركيب والتصوير ، وتغول الكنيسة وكهنتها اللامبالون ، السارقون ، المستعبدون للفلاحين وطوائف الشعب والمشعلون لحروب صليبية داخلية راح ضحيتها الملايين من الشعوب المستعبدة من حلف الكهنة والرهبان والملوك المسيحيين وذلك أدى مع الوقت واشتداد الصراع في الداخل الأوروبي مع الكنيسة بفضل الانفتاح الاسلامي على الغرب الى انسان اوروبي جديد اقرب للاسلام منه للمسيحية ومن لم يسلم فهو إما عدل في عقيدته ورفض مسلمات كنسية مركزية وبقى خارجها ولم يدخل الإسلام أو رسم عقيدة جديدة وهي الفرق المسيحية الصغيرة والكبيرة في الغرب ، وإما آمن بقوة عليا لاصلة لها بالكنيسة والإنجيل وكثير من هؤلاء كانوا تعلموا من علوم المسلمين وصاروا علماء وفلاسفة أو آمن بمباديء العقل الإسلامي وتجريبية العلوم الإسلامية المادية ودراستها للكون ورضي بتوحيد بلادين.
حدث ذلك كله بفضل قوة النقد العلمي الإسلامي الذي سبب " صدمة ثقافية هائلة ومروعة لاوروبا" كما قال المسلم الجديد ، مدير المعلومات بحلف شمالي الأطلنطي سابقا وسفير ألمانيا في المغرب العربي منذ عقود ، وهو مراد فلفريد هوفمان(الألماني) (انظر كتابه الطريق الى مكة، طبعة دار الشروق ص 147).
 لقد تبدلت أفكار كثيرة كانت الكاثوليكية قد رسختها قرونا طوالاً, وخرجت الحركات البروتستانتية المتناسلة كنبات الفطر وغيرها مما كانت تدعى بالتوحيدية والمذاهب الربوبية ، ودخلت علوم المسلمين العقلية والتجريبية (كالفلك والطب والكيمياء والرياضيات ومقارنة الأديان ونقد الكتاب المقدس..إلخ) الأديرة والكنائس ثم الجامعات الناشئة والأكاديميات ، وبنت اوروبا مدنها من جديد على غرار النموذج القرطبي ،ورصفت شوارعها وقامت بتنظيفها على غرار مدن المسلمين النظيفة المضاءة شوارعها ، وترجمت كتب المسلمين وصنعت مكتبات اولا في القصور والمختبرات الجديدة ثم الأديرة والاكاديميات !!
وخرج العلماء المسيحيين الذين تمردوا ، إما علنا أو بنوع من التستر، على العقائد المسيحية الراسخة، وافكارها العلمية الخاطئة عن الكون ، من رحم هذا النقد العقلي ودراساته الشاملة لمناحي الحياة كلها ، فكان هو المحرض الأول ، والمعلم الأول ، والأب الشرعي الجديد –الذي اعترف بفضله اكابر علماء وفلاسفة اوروبا- وكان هو الدافع على النقد والمحرض على العلم والنظر في اسباب الكون، واستخلاص النتائج العلمية من التجربة وهي خاصية انفردت بها الحضارة الإسلامية - واعطيت مجانا للأمم!- في الأندلس وقرطبة وصقلية وغيرها من بلاد أوروبا المسلمة التي كانت تسطر رائعة الجدل العقلي البرهاني الإسلامي الذي أنطلق أصلا من معجزة القرآن الممتدة في كل آياته، معجزة اطلقت الأقلام العلمية والمنهج العملي والتجريبي للنفاذ في أقطار النفس والجسد ، والسماوات والأرض والعقل والضمير البشري. وسنن الكون والتاريخ، والإنسان.
 فاكتشفت علوم فريدة عزيزة لفائدة الانسان في عالم المادة والطبيعة، الأمر الذي انعكس على الأوضاع المادية والروحية للإنسان المسلم فطور من حياته ومدنه ونظرته الى الكون.
وبدأت الشعوب الأوروبية –وقد دخلت شعوب المسيحية الشرقية في الإسلام الا قليلا!-لأول مرة في تاريخ المسيحية في ازاحة القيد الحرفي والمعنوي عن الإنجيل الذي كان يُربط في سلاسل حقيقية في الأديرة وخزائن الكنائس منعا من أن يطلع عليه واحد من أفراد الشعب.
وبدأ تقليد مكتبات قرطبة والأندلس ، المنتشرة في كل حي من احياء قرطبة وغرناطة وصقلية مجانا ، يسري في كافة انحاء اوروبا تباعا على مضض من الكنيسة وفي ظل معارك دامية ، بينما كان العلم الإسلامي المكتوب يضغط بقوة للتحرير الممكن –بقدر الإمكان- ويحظى بمكانة متصاعدة ، كالعربية والشعر، والطب والرياضيات، والفيزياء والفلك، والكيمياء والتاريخ ونقد الكتاب المقدس!
نعم ، اسلمت شعوب كانت خاضعة لسلطان الكنيسة والامبراطورية البيزنطية والرومانية، ومن لم يسلم وصله من نور الإسلام ماقد أصلح الله به بعض أحواله ومنها الأحوال المادية والعلمية والأخلاقية ( وموانع الهداية الكاملة لم تكن اسلامية انما كانت مسيحية بجدارة) واوروبا اليوم تعيش على نتائج هذا العلم الذي وصلها قديما فقلب موازينها رأسا على عقب حتى ان بعض علماء الغرب بكوا لهزيمة المسلمين في فرنسا فقد كانوا يؤدون ان يحرر الاسلام بقية اوروبا ولو حدث لكان للعالم شأن آخر!
هذا الوضع الذي ذكرناه وذلك القلق العظيم الذي ألم بالكنيسة الغربية قديما عاود ظهوره اليوم في الكنيسة الشرقية ، خصوصا المصرية ، (دعونا الآن نتكلم عن الشرق لا الغرب!!) مع أن الكنيسة الغربية كانت تواجه شعوبا تحمل المدنية والنموذج الإسلامي الواقعي الملموس بينما كنيسة اليوم لاتواجه الا العقل الإسلامي الذي بلغ مرحلة متقدمة من علم المقارنة والحوار الخصب. مع خلق اسلامي يعاود ظهوره ويحتاج الى زيادة تأصيل في الحياة المدنية و المدن والشوارع والنظافة التي كنا نفتخر بها في الماضي وهي نتاج اسلامي مبين اما مايوجد اليوم فنتاج اوضاع شائهة تعقدت صورها وتحتاج الى رؤية اعمق للاسلام والتفات لنموذج المدنية الاسلامية الذي بناه اجدادنا وصار مفخرة لنا ولكن من يفتح الطريق للمدنية الحقة من جديد؟
وقد كشف الربع الأخير من القرن العشرين وبداية القرن 21 ، عن ولادة النقد الإسلامي للكتاب المقدس بصورة أعظم مما كان يتوقع!
لقد كانوا ينتظرون مولودا شائها ، عاجزا عن النمو فضلا عن الكلام وتفصيل الخطاب بعد ان حطموا نموذج الرقي الاسلامي وحجبوه عن المسلمين!!
بل بعضهم كان ينتظر جنازة نهاية الإسلام إلى الأبد ظنا منه أنه امكانية بشرية يمكن ازاحتها والقضاء عليها. يقول المسلم الألماني خبير حلف الأطلنتي ومدير المعلومات فيه سابقا، وسفير ألمانيا في المغرب سابقا: " تنبأ الكثير من السياسيين والمستشرقين باختفاء الإسلام تماما، وفي غضون حياتهم! فدرسوا الإسلام كحضارة على وشك الإندثار ، عليهم أن يسجلوها لأجيال المستقبل" (الإسلام عام 2000 لمراد هوفمان، مكتبة الشروق، ترجمة عادل المعلم، ص 16)
واذا بهم يجدون أجيالا خبيرة لا بالقرآن وسيرة وسنة نبيه فقط –خصوصا في العشر سنوات الماضية!- وانما ايضا جيلا خبيرا بالعقائد والفلسفات والكتب المحرفة والملفقة التي تنتسب أصولها للأنبياء.
ساعد على ظهور هذه الأجيال الجديدة ، وسائل الإعلام الألكترونية وعصر المعلومات. ونقص معدلات الأمية في بلاد الاسلام والتعليم المجاني واسقاط الاستعمار و بعض مارتبط به ويبقى البعض مازال موجودا!، وكان الفضل الاكبر – بعد فضل الله وقدره ورعايته-للنشاط الدعوي على مدار القرن الماضي كله!
كان البعض قد تصور ان الكنيسة الأرثوذكية المصرية بمنأي عن أي تأثير لهذا النقد الجديد بل كانت الكنيسة تظن انها قادرة على تنصير المسلمين ولايخفي عليكم برنامج خطة التنصير الذي كان الشيخ محمد الغزالي قد ضمه كتابه" قذائف الحق" وهو يقوم بنقد علمي عالى المرتبة ، ألحقه بكتاب آخر وهو " صيحة تحذير من دعاة التنصير" مااضج وقتها مضجع الكنيسة ، بيد أنها ظنت أنها عملية نقدية تنتهي بظرفها التاريخي وزمنها المحدود، لكن الذي حدث بعد ذلك كان شيئا آخر ، وبظهور رائعة الشيخ احمد ديدات في مراغمة المسيحيين علنا في ربوع الأرض كلها ، كان الزمن المسيحي يتراجع امام هذا الكم الزاخر من المناظرات العلنية وجر المناظرين المسيحيين الى ساحة المناقشة العلنية كما تم على الجبهة الآخرى نفس الشيء مع المناظرين العلمانيين! ثم ظهرت كتب قساوسة اسلموا وكتب اللواء المهندس احمد عبد الوهاب ثم اخيرا الدكتور زغلول النجار وغيره من علماء المسلمين الكبار.
وهنا تزلزلت الكنيسة وتهدمت معنوياتها لا في التقدم في مجال التنصير ولكن، كما حدث في الغرب تماما!، تزلزلت الكنيسة ولم تستطع الحفاظ على شعب الكنيسة من الذوبان في الاسلام الذي كان قد قبل التحدي المعرفي كما كان في عز الاسلام فقدم نماذج نقدية علمية علنية، مصورة ومسجلة، تفخر بها الأمة اليوم،وهي التي صارت مثالا حيا ووسيلة ايضاح لهذا الجيل الحديث الذي كثرت رجالاته بصورة تغيط الكنيسة العالمية فهي زرع كريم مدحه القرآن والإنجيل والتوراة.
وفي السنوات الأخيرة حصل مالايحمد عقباه للكنيسة ولا أقول ان ذلك الذي لايحمد عقباه كنسيا هو ، فقط ، اقبال كثير من الشباب والشابات المسيحيات على الإسلام حبا وقناعة ولكن ، وهذا هو ماجعل الكنيسة تفقد صوابها ، كان: اسلام زوجات الكهنة والقساوسة وشباب من عائلات يوجد فيها واحد أو أكثر من رجالات الكنيسة الكبار!
قد لايرى النظام المصري هذا التطور المتنامي "العريق" و"المستأنف" ومناخه المعلوماتي الكبير مع ظهور صور المعلومات العصرية، ولذلك قد نرى منه اضطرابا في التعامل مع بعض الحالات الصعبة مثل اسلام زوجات القساوسة ، فيضرب كعادته، بيد من حديد على من له ارتباط باسلام هؤلاء المسلمات زوجات القساوسة، ظنا منه انه بهذه الطريقة يمكن كف الفتنة الطائفية بل وكما يظهر فانه اصابه الفزع من (الفزاعة الغربية التي ورثت الكنيسة!) التي ترفعها امريكا الحرة(!) (البروتستانتية الخلفية!، العلمانية الفكرة) لسبب اتخاذ امرأة مسيحية لها موقع خطير في العائلة المقدسة المسيحية ، الإسلام دينا ، وبكامل حريتها ، الحرية التي يطالب الغرب نفسه بها بتوطينها في بلاد الإسلام وكأن الإسلام لايعرف حرية للإنسان عموما والمرأة خصوصا.
إن المطالبة بإكراه المسيحية على العودة إلى دينها ، من المجتمع المدعو حرا ، واقامة محاكم تفتيش مسيحية وعلمانية يكشف عن فضيحة اوروبية وغربية جديدة!
وهذا الارتباك الغربي في التعامل مع القضايا الكبرى، خصوصا فيما يخص الإسلام والمسلمين، يدل دلالة واضحة على أن طريقة ازدواج المعايير والتعامل بها في الغرب هي ثابتة من ثوابت الفكر الغربي السياسي والفلسفي الحديث!
وهو مثال سيء يجعل الشعوب تنفر منه وتقاومه وتعرف مرتكزاته ومركزيته العنصرية التي لاتسعى لتحرير الشعوب كما تتشدق فلسفاتها وقياداتها.
والشيء المثير للتأمل أن الإندهاش التاريخي المتواتر لأهل الفكر والعلم الغربي من سرعة انتشار الإٍسلام واقبال الشعوب عليه بعد الفتح الاسلامي ، لايفتح التحليل التاريخي لأولئك الغربيون على مفاتيح الهداية في النموذج الإسلامي ، وسر مفاتيح المقاومة للشعوب المقهورة في النموذج الغربي!
إن نموذج كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين وغيرهن سيتكرر بصورة اكثر تراجيدية للكنيسة المسيحية كما حدث في الغرب تماما ، ولابد من اتخاذ اجراءات اكثر حذاقة من النظام المصري لحماية هؤلاء المسلمات ، اما الأخذ بيد من حديد على يد المسلمات الجدد فهو مقاومة فاشلة لحركة التاريخ واصحابه يضعون انفسهم أمام الحتمية التاريخية التي وعد بها القرآن ونشاهد آثارها القوية في هذه السنوات الأولى من القرن ال21 ميلادية!
وحل هذه المعضلة في ظل الاوضاع العالمية الشائكة وموقع المسلمين الضعيف في العالم يجب ان يأخذ منحى اكثر ذكاء ويحافظ على ماء الوجه ويحافظ على المسلمات ويثبت للعالم اننا لانكره احدا على الاسلام.
فما لم تقف الحكومات المصرية المتعاقبة مع العدل والمصارحة وحرية الإختيار ورفض الإكراه ، والخروج من حالة الاضطراب البادية على المؤسسة الامنية في التعامل مع هذه الحالات الايمانية المتتابعة بصورة مدهشة وراقية ومالم تقوم هذه المؤسسة الامنية-التي قد يكون فيها اناس خيرون - مالم تقم هذه المؤسسة بوضع الصورة الصحيحة لإسلام الشباب المسيحي في مصر أمام العالم بالصوت والصورة والمباشرة والمصارحة وفي تواجد قس وشيخ –مثلا ويمكن التفكير في طرق اخرى- ووسطهم المسلم الجديد (اثناء اعلان اختياره الجديد) أو (العودة الى القديم!) فستظل الرؤية شائهة –وسيتحمل الأمن نفسه نتائجها-وسيظل الحنق وتصاعد الفتنة الطائفية في اشتعال متزايد وستكون الشائعات في هذا الجو الغائم هي المسيطرة ، يغذيها الحقد من كل ناحية في الداخل والخارج وسوف لن يفهم الغرب طبيعة القضية او سيبدو (ظاهريا!) وكأنه لايفهم "المسألة المصرية" في عصر الحوار والمعلومات! -وهو العارف ببواطن الأمور !- وسيقف بجانب الأعلى صوتا اعلاميا حتى ولو كان ظالما ومتعديا ومانعا للحريات التي يطالب بها الغرب نفسه!

أما نصائحي للجانب المسلم الذي يعلم الجميع انه غير معصوم وهي نصائح من خبرة سنوات في الإطلاع والاستماع المباشر لكافة غرف الحوار ويوميا على برنامج الحوار المسمى البالتوك-فليس عندنا سلطة مقدسة فضلا عن سلطة شباب في بعضه عدم خبرة, لكن اغلبه عنده رحمة وعدل وعلم ويتسم بالصبر والأخلاق الحميدة والجودة في الطرح فاني اقدمها كالتالي:

- تنحية كل –او عدم التعامل مع-من يشتم النصارى ببذاءة او يهين المسيح او يسوع المسيح ، فمثل هؤلاء-خصوصا في غرف الحوار- أذية للإسلام والمسلمين بل والنصارى بغير داع! ويجب الإقتصار على الرد على صورة مايدعونه بالرب يسوع او المصلوب المؤله او عقائد المسيحية المنحرفة ففي هذا كفاية وزيادة بدون تعدي تكون مفاسده اكبر من مصالحه، والا وقعنا لافي مخالفة صريحة لروح الإسلام فقط وإنما في مخالفة قواعد الحوار مع النصارى، مع العلم أن اغلب صوره مع النصارى ، خصوصا في كثير من غرف برنامج البالتوك المشهور معتدلة وملتزمة بالحوار المثمر الجيد وكثير من الضيوف النصارى يمدحون تعامل هذه الغرف معهم ، ولاأكون عادلا ان قلت انه ليس عند النصارى غرف معتدلة في الحوار ولكنها قلة واغلبيتها هي كما يسميها الشباب الذين يدخلون برنامج البالتوك "غرف المراحيض" نظرا لمافيها من شتائم وهجاء بذيء وتعدي يفوق الوصف.

-هناك نماذح محترمة يجب اتخاذها نموذج لنا في الحوار المؤدب الناجح المحترم للمحاور الآخر من النصارى أو غيرهم ويتقدم هذا الصف الرائع : الدكتور منقذ السقار،الشيخ الذغبي، الشيخ أبو عبد الرحمن، الدكتور حسام ابو الخير، معاذ ، ميمو ، التاعب..الخ

-اقامة حوار بين الفريقين اهل الاسلام واهل المسيحية للإتفاق على نقاط مشتركة في مسألى اسلام مسيحي او ردة مسلم مع ان اغلب المشاكل تأتي من الجانب المسيحي بل لم تظهر مشكلة واحدة من ردة مسلم.

-وقف الإتصال بالقساوسة كما يفعل البعض أو تصحيح الأخطاء في طريقة او توقيت وكيفية الاتصال من استخدام لغة أشد تهذيبا وعدم الإتصال بهم في بيوتهم وعدم التهكم المعيق للتقدم ، وترك فرصة كبيرة للقساوسة للتعبير عن عقيدتهم فبيان عقيدة القسيس هو من الأهمية كبيان عقيدتنا سواء ,هذا كله يحتاج لنفوس كبيرة وارجو ان يكون اصحاب هذا النوع من الحوار على مستوى المسؤولية –وهم على مستوى عال جدا من الخبرة النقدية- فللبيوت حرمة وهناك مساحة مباحة من الإتصال بهم في مكان خدمتهم أو عملهم فهذا لاأظن ان عليه غبار,فان لم يوجد فالكف عن هذا النشاط اولي واتخاذ صور اكثر نفعا واقل ضررا هو الاولى.

-على المسلمين ان ينفضوا عن أنفسهم سذاجة التعامل مع الأمن. ومثال الأخ أبو يحيى يدل على أن الثقة المفرطة في التعامل مع الأمن يعتبر خلل قد يضيع حقوق المسلمات الجدد، وأسأل الله أن يتقبل عمل اخي ابو يحيي فقد تحمل مالايتحمله انسان وفي ظروف صعبة وقاهرة وكان الرجل وحده والملايين نيام!، فالمسلم ليس خبئ ولايخدعه الخبئ. ويمكن لتفادي الإمساك بالأخت الحرة التي جاءت للإسلام بكامل حريتها ، ان تبدل السيارة التي تستقلها بسيارة ثم بأخرى اثناء الطريق بل ويُسلك طريق آخر غير متوقع لتفادي اخذها وتسليمها للكنيسة فتسليمها للكنيسة مخالف للقانون المصري فليس في قولنا هذا تلاعب بالقانون اذن!

وفي نهاية مقالنا لايسعني الا ان اذكر قصيدة حامد العلي في كاميليا شحاته:

سلامِي على بنْتِ الكَنانـةِ وافِيـا ** فبلـّغ سِلامِي بالدّموعِ كَمِيلِيـَا
أتعجبُ من دمعي ؟!فلستَ بعـالمٍ ** بما حـلَّ في أرضِ الكنانـةِ بادِيا
تعلَّمْ ، لقد جلَّ المصـاب بأخِتنـا ** وفجَّـرَ منها الدمـعَ بالخدِّ جاريا
تئنُّ من الخذلانِ أنـَّةَ مُثقـــلٍ ** بكـلِّ تباريحٍ تُشيبُ النواصيـا
أأُسْلمُ والإسلامُ يحمــي نساءَهُ ** فأُتركُ تحتَ الديرِ ألْقى الدواهيـا؟!
يعذّبنـي قَسُّ ، وقَسُّ يُذيقـُـني ** من السَّوطِ ضربا مُوجعـاً متواليا
وأُجعلُ في قبـوٍ كأنَّ جـــدارَه ** يدير عيونــاً تحملُ الموتَ ناعيا
يريدان منّي أنْ أعودَ لكفرِهِــم ** وأتْركَ ديــنَ الحقِّ نوراً وصافيا
فقلتُ وقد ألقوْا على الظهرِ سوطَهم ** تبِعْتُ على الإسلام أحمدَ هاديـا
وقلتُ وقدْ بلَّتْ دمائِي وأدمْعـي ** بقيـَّةَ جسْـمٍ يحمل الحزنَ وانيـا*
شهدتُ ولنْ أنفي شهادةَ مسْلمٍ ** لربِّيَ بالتوحيــدِ فرداً وعاليــا
وليسَ له إِبـْنٌ ، وإنَّ مسيحَنـا ** رسولٌ وعبـدُالله ، ليسَ إلاهِيـِـا
يُرادُ إنقـيادي للضَّلال ومادرْوا ** بما ذاقَ مـَـنْ ذاقَ الهدايةَ ما هِـيا
فلمَّا سَلوْا عنّي رفعــتُ تضرُّعي ** وناديــتُ ربّي أستجيشُ فؤاديـا
فما قال أشكو الحاقدينَ من العدى ** ولكنْ من الخذلانِ أصبحتُ شاكيا

ليست هناك تعليقات: