الاثنين، 26 يوليو 2010

إشارات على الطريق..من تراث أبو حذيفة المصري





كتبتُ من قرابة الشهر بعض الكلمات والتي فيها تشابه كبير لما عرضه الدكتور رفيق لكن ليست بنفس المستوى الفكري طبعاً أسميتها ( إشارات على الطريق ) وبالمناسبة كانت قبل إنضمام الإخوان رسمياً لجبهة التغيير, وكنت أفكر في طرحها في موضوع مستقل لكن وجدت أن الأمر لا يستحق فوجدت أن هنا مكانها الأنسب !



كثُر الكلام في الفترة الأخيرة عن الإخوان ودورهم اتجاه القضايا الداخلية وعن مدى تفاعلهم مع الحراك القائم في البلد وعلاقتهم بالحركات الناشطة في مجال الإصلاح ، فجاءت هذه الإشارات لتوضح ولو قليلاً رؤية الإخوان في الإصلاح على الأقل حسب فهمي المتواضع





أولاً : سنة التدافع


ما يحدث الأن في مصر من تحركات وصراعات بين " الحق " و " الباطل " هو سنة من سنن الله عز وجل ، وصراع طبيعي حدث أكثر من مرة وتكرر كثيراً عبر التاريخ وعبر الأزمان كل ذلك " ليميز الله الخبيث من الطيب " ، لكن عزاء الأخ منا أن الغلبة في النهاية له وللصف المؤمن إذا ما أخلصوا لله وأخذوا بالأسباب (..وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ الروم:47 ,( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) (آل عمران:139)، (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) "النور:55".








ثانياً : ولكنكم قوم تستعجلون


ما بناه " الإستخراب " في عشرات السنين في بلادنا لا يمكن هدّه في أيام أو شهور ولا حتى سنوات ، كذلك لا يمكن إزاحة عملاءه " فرعون وأعوانه " بالساهل خاصة أنهم تمكنوا في البلد وفي جميع المؤسسات , لكن المطلوب عدم التسليم بالأمر الواقع !


يقول الأستاذ أسامة طه في كتاب (مراجعات في فكر الداعية) : " إن الإسلام دين يحب لأتباعة ان يصابروا الأيام ، والأ يتبرموا بعداوات شرست، وخصومات فجرت ، فما خلقت الأرض لنا وحدنا ، فحينما ضاق يونس بقومه ولم يصبر على لأواء الدعوة عوقب على ذلك ، ثم امر الله خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم بالصبر ، لئلا يصيبه التبرم والضيق كصاحب الحوت عليه السلام "







ثالثاً : نقود الأمة ولا ننوب عنها




يقول المرشد الرباني الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله واصفاً التغيير الذي يرنوا اليه الإخوان: "عميق لا سطحي , جذري لا فوقي , متدرج لا فوري , عالمي لا قطري , مستقر لا وقتي , نقود الأمة إليه و لا ننوب عنها فيه ".


وهذا ما يقوم به الإخوان الأن فقد تم إنشاء قسم جديد في الجماعة يحمل اسم " المجتمع " وهو تقريباً من يُحرك جميع الأعتصامات الإضرابات في مصر ، وهذا امر جميل أن نرى جميع الفئات تتحرك ، فقد أصبح النظام الأن في مواجهة الجميع وليس الإخوان فقط وهذا هو المطلوب ولو على الأقل في هذه المرحلة ! ،


اما إذا نزل الإخوان للشارع " بثقلهم " في كل المناطق والشُعب سيعود الحال على ما كان عليه في البداية " الإخوان في مواجة الحكومة " وهذا ما لا يريده الإخوان حتى لا يُفهم الأمر على أنه معركة خاصة بين الإخوان والنظام !














رابعاً : سنة التدرج




يُروى عن عمر بن عبد العزيز أن ابنه عبد الملك قال له: مالكَ لا تُنفِذ الأمور؛ فوالله ما أبالي لو أن القدور غلت بي وبك فى الحق، قال له عمر: لا تعجل يا بُنيَّ، فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها فى الثالثة، وإنى أخاف أن أحمل الحق على الناس جملة فيدفعوه جملة ويكون من ذا فتنة .


تعجل الأمر وإحراق المراحل واستعجال قطف الثمرة لا يأتي بخير ابداً بل ضرره أكثر من نفعه ، وقد جرب من كان قبلنا وبعد سنوات من العمل ثم انتهوا الى ما بدأ به الإخوان !














خامساً : اعتبار المآلات
تقدير أفراد الجماعة المسلمة لعواقب ومآلات الأفعال أمر لابدٌ منه ويجب القيام به ولن تكون الجماعة بدعاً في هذا...فالرسول صلى الله عليه وسلم امتنع عن قتل المنافقين مع استحقاقهم لذلك وقال " أخاف أن يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه " , تخلى عن إعادة بناء الكعبة حتى لا يثير بلبلة بين العرب ، وكثير منهم حديثوا عهد بالإسلام ، وقال لعائشة رضي الله عنها:  " لولا حدثان قومك بالإسلام لفعلت ", وعندما بال الصحابي في المسجد وقام الصحابة بزجره ومنعه قال صلى الله عليه وسلم: " لا تزرموه _ ولا تقطعوا عليه بوله _ دعوه ..إنما بعثتم ميسرين ولستم معسرين", ولما قُتلت سمية في العهد " المكي " فلم يملك لها الرسول إلا إن يدعو لها ولزوجها " صبراً آل ياسر ياسر فإن موعدكم الجنة " ، وفي المقابل كُشفت عورة مسلمة في المدينة فكانت غزوة " بني قينقاع " ! هذا مع بساطة جريمة كشف عورة امرأة مسلمة إذا قيست بقتل سمية بحربة في قُبُلها !


فلولا مراعاة المآلات والنتائج لوجب قتل المنافقين ، وإعادة بناء الكعبة على قواعد ابراهيم ، ومنع البدوي من اتمام فعلته الشنيعة ، ولولا مراعاة وضع المسلون في مكة لثار الرسول صلى الله عليه وسلم وانتقم لمقتل " سمية" رضي الله عنها كذلك لولا مراعاة المآلات وعواقب الأفعال لخرج مئات الألاف من الإخوان في الشوارع في كل الشعب والمناطق ولكن لعلمهم أنهم يواجهون أناساً لا يرقبون في مُصلحـٍ إلاّ ولا ذمة ولا أخلاقاً ولا حتى عرفاً لذلك لم تحن بعد مثل هذه التحركات والأفعال ، إن لاعب الشطرنج يفكر عشرات المرات قبل تحريك أحجاره ، كي لا يقع في خانة كش ملك ! أفلا يستحق الإسلام من الجماعة التفكير عشرات المرات في مألات الأعمال قبل الإقدام عليها ! باختصار كما يقول الإمام الشهيد: "ولا يحب الإخوان أن يخلطوا البناء بالهدم ".




سادساً : التلاحم والتراحم


ومما لا شك فيه أن المتفق عليه أكثر بكثير مما نختلف عليه ، وهذا مع جميع القوى العاملة على الساحة بلا استثناء خاصة إذا تعلق الأمر بالحريات والقيم الإنسانية العامة التي تشمل الجميع دون انتقاء ، يقول الإمام الشهيد: "الذي يريده الإخوان إصلاحاً شاملاً تتعاون عليه قوى الأمة جميعاً ، وتتجه نحوه الأمة جميعاً ",ويقول ايضاً رحمه الله: "ودعوة الإخوان دعوة بيضاء نقية ، غير ملونة ، وهي مع الحق أينما كان ، تحب الإجماع وتكره الشذوذ ".


والله من وراء القصد


أخوكم: الوليد أبو حذيفة

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم

جزاك الله خيرا أخي إسلاميك

تراااث ؟! جعلتني من التراااث يا رجل ! :)

اخوك
الوليــد ابو حذيفة التراثي الأثري :)

Unknown يقول...

الله يعزكم جميعاًأحبابي و إخواني, خاصةً د. محمود الذي فاجئني بتعليقه, والخ الحبيب الشاعر الخلوق الوليد, شرفت كثيراً بمروركم الطيب